القاضية ممكن الشعرية عند عبدالله عبدالصبور رؤية نقدية مغايرة ل محمد هلال البيلي - الموقع الرسمي للشاعر و الكاتب الكبير دكتور عبدالغني مصطفي عبدالغني

اخر الأخبار

اعلان

الموقع الرسمي للشاعر والكاتب المصري د. عبدالغني مصطفي عبدالغني

اعلان

أهلا وسهلا بكم في عالم د.عبدالغني مصطفي

الجمعة، 24 ديسمبر 2021

القاضية ممكن الشعرية عند عبدالله عبدالصبور رؤية نقدية مغايرة ل محمد هلال البيلي

 

القاضية ممكن الشعرية عند عبدالله عبدالصبور رؤية نقدية مغايرة ل محمد هلال البيلي

الشاعر والاعلامى عبدالله عبدالصبور و الشاعر والناقد محمد هلال البيلي
 
حينما ينغمس القلم الشاعر في تجربة ذاق مرارتها غيره
يكون من الصعب عليه جدا ابداعيا ان يمرر هذه الفاعلية العاطفية علي عقول القراء والمتذوقين من ابناء مهنة الشعر والادب
ولكن الشاعر عبد الله عبد الصبور قد تجاوز محنة المقارنة بان رفع منسوب الاحساس فوق اعباء الطرح ذاته
بمعني ان الشاعر في هذا النص الفصيح الحالم لم يعتمد علي حرفة الصياغة وإن كان يتقنها اتقانا مسبقا متحققا
ولكن المبدع عبد الله عبد الصبور وبعد ان حاصرته الاعباء
اعباء المعرفة واعباء التجربة واعباء الطرح
اجاد التحرك في ملعب القصيدة بمهارة فكيف حدث ذلك؟
الشاعر هنا قام بدور صانع العاب الفكرة
حين استهل الموقف الشعري الدرامي بقوله ( وما زلت اكبر من ان تضمك كل القصائد)
اذن هنا صنع الفكرة وخلق الحكاية الذاتية بذاتية رسمت علي قلوب النساء كلوحة زيتية
هنا يضع باستمرارية وضعية محبوبته في قلبه موقفا حاسما يتعدي به دواوين واساطير كتبوا في الحب عبر ازمنة العشق
ان تكون هي اكبر من تاريخ الادب العربي والعالمي المعاصر والقديم
ماالذي تفعله انت يا عبد الله
انت ضربة القاضية ممكن الشعرية وانهيت مباراة الشك بهدف اليقين الحالم
اكبر من ان تضمك كل القصائد
ثم يتابع الامعان في ترسيخ دلالة الحب المتفرد بان يسقيه كاس الشعر قائلا
مازلت اكبر من ان يقيلك كأس التناسي
قوة الجذب تستحوذ علينا
دقة اختيار الالفاظ وتسكينها في اماكن حية في جسد النص
فاللفظ جسد روحه المعني
والبناء هنا محكم منجز اتقن الشاعر وابدع في تكوبنه بشروطه من موسقة وايقاع وفكر شعري
ثم ينطلق بنا الي تصاوير تزين المتخيل في قلوب النساء حين يكتب
ولكن طيفك قد عود القلب لذة ان يصطلي
هل لنار لذة ؟
نعم عند عبد الله عبد الصبور
عندما يتدخل الانحراف اللغوي في ارق صوره حينما يغرق بنا الشاعر في الوجدان المشتعل
هويتمتع بقسوة الحريق الناعم
لغة شعري متسقة ومنسجمة مع قصدية مربحة وتداخل ارواح العاشقين الهاربين وتناسل الجراح
الي متي هذا الفراق؟
ثم يدهشنا بلحظة تهور جديدة حين يسال محبوبته الا تشفق او تواسي
هل هي نسق مضمر في في وجدان وعقلية المؤلف المزدوج
والذي بعلن شيئا ويخفي بعمقه اشياء خبيئة
هو يطلب الا تشفق بل تستمر في الحرق
الي ان نقفز قفزة من سحاب ممطر علي ارض القصيدة بل في سجن القصيدة
نحن الان مع انزياح اضافي جديد في تركيبته
قلبي الذي كان يوسف عمري
رمزية سيدنا يوسف تم استعمالها قرونا في الشعر العربي العربي والعامي والنثري
لكن هذه هي المرة الاولي التي تتحمل الدلالة البلاغية حمولة القهر في منفي العشق السجين
تقد جلابيبه من امام
لقطة اتحرافية علي مستويين
لغوي ودلالي
هو يعترف بالاثم
فالققيص قد من امام
لحظة عبقرية اشهد لك بها ايها الشاعر المحترف
هنا نقلة نوعية ربما ثقافية
هنا يبدا الاعتراف بالتحول الدرامي في شخصية البطل
الافعال الدرامية هي انه اصبح يجيد المكر الفني العاطفي
حبك الحكايا
اشارة الي اتقان مهارة الخداع
وزيف النوايا
استكمال لتدعيم فكرة تطور شخصة البطل
هنا بدا تحول النص دراميا
فكان علي النقد الدرامي ان يتدخل مع النسق المضمر في تغيير سمات شخصية البطل الذي تجرع اليأس في حبه فتحول الي وحش
نحن الان في دراما الفيلم التليفزيوني صائد الاحلام لممدوح عبد العليم وصابرين
لغة الاعتراف تسيطر علي محاكمته لذاته
والف اخضرار برغم الخريف
هو يعلن في صورة مباشرة ان سماته قد تغيرت
هنا تبدو علي السطح تجربة انتقامية مصورة للعاشق المهزوم
النفس الشعري به رائحة الضياع والانهيار
الاهتزاز التفسي واضح
هو يتردد
يكتب جملة عنها وجملة عنه وجملة عن الماضي وجملة عن الحاضر
هل تدخل اللاوعي العقلي في الملف الشعري ليخبرنا بسقوط جديد للبطل
انظر حالة الفوضي النفسية والفكرية في المائة متر الاخيرة للقصيدة الجميلة
يكتب لها
ولكن اكبر من كل هذي العذابات حبك
هنا لحظة النهاية
هنا يختار بطل النص
ان يعيش بدونها ولكن ليس وحيدا بل مشاكسا لقلوب اخري
مصارعا لتجارب ضياع جديد في غيابها
اللغة في هذا النص الفصيح سهلة بلا تعقيد او توعر
الصور لم تكن بالكثرة التي ترهق ذهن المتلقي
موسيقي النص هادئة
التراكيب ليس بها اي انزياحات تركيبية
الدلالات منفتحة
القراءة ليست مغلقة
المساحة البنائية معقولة جدا
والمحصول اللفظي متوسط بلا زيادة او نقصان
الفكر الشعري واضح المعالم
المستوي النغمي ممتع
والمستوي اللغوي جيد
الصياغة تنم عن شاعر متمكن جدا من قدراته
الصياغة الدرامية فيها جراة الاعتراف بالتحولات في السمات الشخصية لبطل النص
شهد النص غياب البطلة فهي لم تتواجد الا في الغائب وهذا اختيار مشوق من الشاعر
اختيار اسم النص هو مااتمني ان يتغير حتي نوفر للقاريء فرصة الصدمة الجميلة في تحول البطل
الرموز في النص ليست هي اساس التجربة بل هي جزء منه
حيث استطاع الشاعر تحويل المدلول المادي الي المدلول الرمزي فاعطي قيمة شعرية اكبر للكلمة
الصور الجزئية تناثرت بالقصيدة فرصعتها واضافت اليها جمالا
الحمولات الدلالية وصلت بقطار المعاني في الموعد
القوة العقلية هي اكثر ما يميز عبد الله عبد الصبور
ماكينة التصوير الشعري التي اشتراها الشاعر اعتقد انها ستلقي رواجا في السوق الشعرية المعاصرة
لغة الاقتراب جمعتنا حول التص كانك تقرأ جريدة الصباح بكل سهولة
فخامة الالفاظ والمعاني المحسوسة لمست قلوب القراء
التعايش هو ميزة قوية في تجربة المبدع عبد الله عبد الصبور
حالة التامل الذاتي والصبر علي التجربة زاد من قسوتها فاحترقنا بها جميعا
شكرا للمبدع عبد الله عبد الصبور




وما زلت أكبر
من أن تضمك كل القصائد..
مازلت أكبر
من أن يقيلك كأس التناسى...
أنا ماسلوتك
ليس اختيارا
ولكن طيفك قد عود القلب
لذة أن يصطلى
أن يقاسى..
فسيان أصبح
مر اصطبارى
ومر انتظارى
فلا ..لا تبالى..
وإياك أن تشفقى
أو تواسي..
فما زلت أكبر
من أن تضمك كل القصائد
ما زلت أكبر
من أن يقيلك كأس التناسى..
وهذى عيونك
تلك التى خبأتنى من الحزن عمرا..وعمرا..
ولكن...
فؤادى الذى كان يخشى التحول
يخشى التجول
أصبح يرتاد
كل الأماكن...
فؤادى الذى كان يوسف عمرى
وفى قلب عينيك
صلى ونام..
هو الآن صبحا
وظهرا
وليلا
تقد جلابيبه
من أمام..
وماعاد بالقلب حب عفيف
فؤادى أصبح شيئا يخيف
بمقدوره الان
حبك الحكايا
و زيف النوايا
وألف اخضرار برغم الخريف
فؤادى أصبح شيئا يخيف
ولكن أكبر من كل هذى العذابات حبك
رغم الجروح
ورابع كل المحالات نفيك
من عمق روحى
فهلا ابتعدت قليلا لعلى
أعيد حسابات هذى المآسي
فما زلت أكبر
من أن تضمك كل القصائد
ما زلت أكبر
من أن يقيلك كأس التناسى
 
الشاعر والإعلامي الكبير
عبدالله عبدالصبور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لك على تعليقك في الموقع الرسمي للشاعر و الكاتب المصري د.عبدالغنى مصطفي عبدالغني (رحمه الله)

اعلان

للإعلان على الموقع الرسمي للدكتور عبدالغني مصطفي