بلاغ لوزير الثقافة جريمة قتل جماعي لشعراء محافظات الدلتا بكفر الزيات

بلاغ لوزير الثقافة

جريمة قتل جماعي لشعراء محافظات الدلتا بكفر الزيات

لانى كنت ذات يوم شابا يكتب الشعر ، ولان واحد من أبناء الأقاليم حيث ولدت ونشأت في قرية تربض بحضن الجبل على بعد سبعمائة كيلو متر من القاهرة ـ أم الدنيا والأضواء ومنبع الشهرة .. لانى كل ذلك فأنا منحاز دائما إلى شباب الشعراء أعيش معهم المعاناة ومنحاز أكثر إلى الشعراء في الأقاليم حيث المارد يعيش في قمقم يحرمه من الضوء والشهرة والانطلاق.

ولقد شهدت مولد مئات القصائد الرائعة في هذه الندوات وشاركت بعد دقائق من ولادتها في جريمة ذبحها ثم دفنها بعد الانتهاء من التصفيق الحاد . أسف من الموسيقى الجنائزية التي نودعها بها .

وكانت آخر ندوة منذ أيام في كفرا لزيات يتصدرها الدكتور الأديب يسرى العزب والدكتور صلاح عبدا لحافظ الأستاذ بكلية تربية الإسكندرية والناقد الأديب محمد السيد عيد والشاعر السكندري محمد رخا وصديق أديب يمثل الرافعي المجلة الأدبية الناجحة وشارك معي الحضور من شعراء القاهرة وجريدة الحياة الشعراء المنجى سرحان وحسنى محمود وحنفي محمود والشاعرة رضا عفيفي كما حضرها من شعراء القاهرة الشاعر صلاح عفيفي والشاعرة زينب أبو النجا ، كما شارك فيها شعراء زفتى وفطور وبسيون ودسوق وطنطا وكفرا لزيات والقليوبية والغربية والأسكندريه .

شعراء المهرجان

كان اللقاء في المهرجان الأدبي السنوي الثاني الذي أقامه بيت ثقافة كفرا لزيات وكانت الدعوة من الأديب الشاب والكاتب المسرحي ( عبدا لغنى مصطفى ) مقرر نادى الأدب (رئيس مجلس الإدارة في ذالك التوقيت) تحت إشراف مبارك احمد مصطفى مدير بيت الثقافة ورجب بدر وكيل بيت الثقافة وعصام بدوى مشرف نادي الأدب وكان البرنامج يحمل 60اسما لشعراء من محافظات الدلتا وبدأ المهرجان ..

·       يسرى العزب .. كتيبة مقاتلة سلاحها شعر العامية تعبر عن بعض المطحونين .

·       فاروق الأفندي .. من دسوق مدرسه جديدة في شعر العامية تغوص في أعماق الناس بنظرة فلسفيه ساخرة من خلال كلمات رقيقة .

·       السيد أبوطاحون من بسيون ..مقاتل بالكلمة .. يعرف كيف يوجه طلقاته في صدور المنحرفين وسارقي أمن وقوت الشعب.

·       محمد نشأت من طنطا .. شاعر متمكن نقلنا إلى العصور الذهبية لشعر الفصحى ، قادر على تحريك الألفاظ لتعطى أكثر من معنى جيد .

·       هانم الفضالى من زفتى .. مجنونة الشعر وعاشقته .. جعلت منه زادها وقوتها وأرضعته لجيل كبير من تلاميذها فئ بيت الثقافة فتفوقوا .

·       أميمه فراج . طالبة الثانوية العامة وابنة هانم الفضالى شعرها أكبر من عمرها بكثير .. مثقفة قادرة على العبير بالفصحى والعامية .

·       عزمي سلامة . شاعر الغربية . عملاق بكل المعايير . يجيد التشكيل الشعري ويحرك أبياته وكأنه لاعب عرائس جيد يعرف كيف يحرك عشرات الخيوط مرة واحدة .

·       مختار عيسى . شاعر من الغربية أيضا . نبض الشباب . يمتاز بالكلمات المعبرة عن عمق الإحساس بجذور قضيته التي يتناولها في كل قصيدة . فارس يعرف كل أسلحته ويجيد استعمال أدواته .

·       محمد رضا . شاعر الإسكندرية . أستاذ لاشك قادر على التعبير والأداء .

·       محمد أنور الشيخ .. كفرا لزيات  ابن بلد أصيل . زجال عاشق لبلده وأرضه . صادق . يذكرنا بجيل العمالقة من زجالي مصر .

.  شعراء كفرالزيات

·       ولاشك أن هناك بعض الأسماء من الشعراء لم يسعدني الحظ لسماعها في هذا المهرجان لتأخري في الوصول إليه مثل الأصدقاء الشعراء  ... أحمد مرسال ومنير إبراهيم ومحمد السبع الشاعر الصغير محمد محمود نعمان وفتحي السيد وصلاح جمال الدين ويحيى زكريا الشهاوى ومحمود سالم وخالد عاطف ومحمد عمر وصلاح غانم وعباس منصور وعزت محمد وكمال كشك ومحمود حسب الله وأسماء أخرى من الأصدقاء الذين التقيت بهم في ندوات عديدة ولم أستطع لظروف المهرجان تسجيل أسماءهم وأن كنت أتمنى أن التقى بهم قريبا للاستماع إليهم في ندوات آخري .ثم ننتقل إلى شعراء كفرا لزيات وهم صورة رائعة للعطاء فقد عرفتهم جميعا تقريبا وراسلوني وقرأت لهم الكثير وأصبحت مؤمنا من خلالهم أن كفرا لزيات قلعة صامدة في مجال الأدب ولا شك أن عبدا لغنى مصطفى والأمير كمال فرج ومصطفى أبو كحلة ومحمد محمد الجندي وطارق عبدا لغنى وصبري قنديل وحتى الشاعرة الصغيرة ماجدة الخشن وأسماء آخري لأذكرها في هذه العجالة ..لاشك أنهم علامات مضيئة مشرقة يجب أن تجد الرعاية والحماية لنشاطها ونضالها .

·       رسالة لوزير الثقافــــــة

·       وألان ياعزيزى وزير الثقافة بعد أن شرحت لك مدى مشاركة هؤلاء الشعراء القادمين من القاهرة والاسكندريه وأغلب محافظات الدلتا في هذا المهرجان وفى كل المهرجانات التي تقام بالمدن المختلفة يتحملون مشقة السفر عشرات الكيلومترات ويتحملون الأعباء المالية له وهم في أشد الحاجة لها وذلك لمجرد القاء قصيدة واحدة وبعضهم لايتمكن لضيق الوقت من إلقائها ثم ينتهي المولد بلا حمص . إن الإهمال للشعراء وإبداعاتهم يدفع الكثير منهم لليأس واليأس ياعزيزى الوزير يقتل فيهم روح الإبداع فمن المسئول عن هذه الجرائم من القتل الجماعي في الحجرات المغلقة لشعر جيد وأدب ممتاز يولد ويرقص حيوية فوق الشفاه لدقائق ثم يسقط منتحرا في قاع الحجرات قبل أن يؤدى رسالة أو يدافع عن شرف قضية.. من المسئول ياعزيزى الوزير .. من المسئول قبل فوات الأوان وضياع الفكر والكلمة في سوق اللامبالاة والشللية والأيدلوجيات الرخيصة التي تجلس على المقاعد الوثيرة المسئولة عن الثقافة والفكر والأدب في مصر .. فهل من قرار .. هل ياعزيزى الوزير من قرار يحمى الذين يتساقطون لي كل مهرجان .. هل من قرار يتيح للإبداع الجيد فرصة الانتشار ويستطيع أن يحقق للإنتاج العادي القدرة على التفوق والازدهار .. ليتك تصنع ياسيادة الوزير ..،       

              انقل لكم هذا المقال للصحفي الأديب / خيرات عبدا لمنعم  والذي نشر بجريدة الحياة بتاريخ 25/8/1985

               بعد حضوره لمهرجان الشعر الثاني ومدى تأثره بفعاليات المهرجان والذي يوضح عدد الشعراء الذين

              حضروا المهرجان من جميع أنحاء الجمهورية  بدعوة من الشاعر والكاتب المسرحي /عبدا لغنى مصطفى