" عبدالغنى مصطفى .. رجل مصرى أصيل "
بقلم : على الشيمى
السيدات والسادة: أساتذتى الأفاضل .قلب الأم . وعقل الوطن .
مالكي أدوات التعبير عن حال أهله وأبنائه . أنتم يا من اختارهم الله واصطفاكم علي غيركم لتكونوا مرآة تنعكس خلالها ما تعانيه الأمة . ويرى من خلالها حال أبنائها . وتطرح خلالها أحلام وآمال شبابها ويعبر بها عن عواطفهم وطموحاتهم وأمنياتهم التى يتمنونها لأنفسهم ولذويهم . لقد عاشت مصر وستظل تنجب وتنجب العديد من عظماء وشعراء وعلماء فى كل المجالات . وستظل أبداً . رغم أنف الحاقدين هم مرآة الشعب والعامة تنعكس فيها حاله وأحواله .الآن مصر فى أشد الحاجة إلي أبنائها واليكم . فالآن تمر مصر بمرحلة حرجه للغايه . أبناء مصر يستغيثون بمثقفيها وعلمائها ورجالها لكى يأخذوا بأيديهم ولكى يرشدونهم للطريق . فليضيئوا لهم ذلك الطريق . اسمحوا لى أن أعبر عن غضبى كابن من أبناء هذا الجيل . غضبى من كل شئ . منذ صغرى . كنت أري مصر غير التي آراها الآن . منذ طفولتى . كنت أرى أناساً غير الذى أرى الآن . فى طفولتى . كانت لى أحلاماً كثيره وجميله . تلاشت وتحطمت . فى شبابى كان لى طموحاً وآمالاً . تكسرت .وانتهت في نهجي . وكبرت . انهزمت . فى محاولاتى للنجاح . ضاعت أحلامى . وماتت آمالى . وشاخت طموحاتى . من أضاع حلُمى ؟ من قتل آمالى ؟ أستحلفكم بالله .. يا من اصطفاكم الله علي غيركم لتملكوا أدوات التغيير . والعقل الناضج الواعى والقلب النابض . أستحلفكم بالله أن تجيبوا علي سؤالى هذا ؟ أنا وجيل كامل قد ذهب فى مهب الريح . أما وقد حان الآن أن نفيق . من أجل أبنائنا . ومصرنا . حتى لا يضيع جيل آخر. أنتم الأمل لى ولأبنائى مازال هناك وقت للعمل . من أجل هذا الجيل . حتى لا يضيع فى مهب الريح . كما ضاعت أجيال من قبل . بين اختفاء الثقافة العامه والأدب وندرة الندوات الثقافية والشعرية والمسرح والسينما وبين حالة الشباب الآن التى لا أجد لها وصفاً ضاعت الهويه المصريه . وطمست الملامح المصريه على وجوه الشباب . تسلسلت الناس . كباراً وصغاراً أمام التليفزيون ليلاً ونهاراً . وأصبح المرجع الأول لحياة الكثير من الناس . لم يعد الكتاب هو الأهم لم تعد الكلمة هى الأهم . بين هذا وذلك لم يعد هناك معنى لكلمه وطن . فمعظم الشباب يعلم أنه لن ينجح داخل مصر فأصبح حلمه الأكبر . أن يسافر الى أوربا .لم يعد هناك لدى الشباب حلماً محدداً يجتهد للوصول اليه . ولا هدف يسعى للوصول اليه . هذا الشباب وهذا الجيل ينتظر منكم الكثير . أنتم قدوته وقادته . أنتم من تشكلون عقولهم وأنتم من تصفون وطنيتهم وحبهم وعواطفهم وانتمائهم فالآن أحملـكم هـذه الأمانـه من أجل ملايين الشباب . قوموا بدوركم على الفور والا لن يرحمنا التاريخ . أقدم أسفى واعتذارى لكم جميعاً ولأستاذى الجليل الذى أدين له بالكثير . وأدين لكلماته العذبه الجميله التى أعادتنى للماضى الجميل .
عبدالغنى مصطفى . شكراً . ولكم يسعدنى أن أتشرف بحضورى هذا الحفل الكريم لتكريم هذا الرجل المصرى الأصيل . الذى ولد وتربى وترعرع على ضفاف النيل بكفر الزيات . كما ولدت أنا وتربيت على ضفاف النيل بالمنصوره . عن نفس وبحق أدين لهذا الرجل الذى سيحتفظ به التاريخ بين أعظم الشعراء والأدباء على مر العصور . أدين له بأنه قد أحيا فى داخلى الأمل بعد فقدانه وسط حالة من اللامبالاه والتفاهه واللاوعى التي يعيشها معظم الناس . فقد شعرنى بأنه يمكننى أن أفعل شئ . بعد أن يأست من فعل أى شئ . شكراً له ألف شكر فهنيئاً لنا نحن هذا الجيل والجيل القادم . هنيئاً لنا بكم . فأنتم الأمل لنا ولأبنائنا لكى تنيروا لنا الطريق ولكى ترشدونا وأن تعلمونا الحب والسماحه وحب الوطن ولا نملك أخيراً إلا أن نعبر عن احترامنا وحبنا للأستاذ الكبير والشاعر العظيم الذي عبر عن ما بداخلنا خير تعبير . أدام الله له عافيته وأطال الله له فى عمره على أمل أن يزيدنا من كنوزه .
بقلـــم
علــي الشيـمي
اسكندريه
[ هذا المقال فى تكريم الشاعر والكاتب المسرحى / عبدالغنى مصطفى والذى أقيم بالمركز الاعلامي بطنطا 19/9/2010 في حضور مدير مديرية الثقافه ولفيف من شعراء مصر ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا لك على تعليقك في الموقع الرسمي للشاعر و الكاتب المصري د.عبدالغنى مصطفي عبدالغني (رحمه الله)