نعي أديب البحيرة الكبير
محمد صالح المصري

الأديب محمد صالح المصري

فقدت محافظة البحيرة و مدينة أبو حمص منذ لحظات أديبا كبيرا وعلما كبيرا الشاعر محمد صالح المصري سنوات من العطاء ضمن أصوات ثقافية محترمة وكبيرة صنعت نهضة كبيرة في عالم الثقافة وموقع الشاعر والراحل دكتور عبدالغني مصطفي اذ ينعي الفقيد فإنة ينعي فارسا نبيلا وصديقا عزيزا دام التواصل بينهم عبر محافظة الغربية وكفرالزيات و البحيرة بأبي حمص يجمعهم إرث أدبي وثقافي كبير لوالد الفقيد الراحل العملاق صالح المصري احد مؤسسي جماعة أبولو الشعرية و جماعة الشعر بالاسكندرية و يجمعهم ثورة النشاطات الأدبية الكبيرة للمهرجانات الادبية و الثقافية الكبيرة والذي جعل من أبي حمص و كفرالزيات في ذالك الوقت شعلة نشاط أدبي و فني وثقافي طاغي وكبير على المستوي المصري والعربي 

ومما كتب عن الراحل الكبير في كتاب (شعراء البحيرة في القرن العشرين) لشاعر البحيرة الكبير أحمد شلبي

(( محمد صالح المصري ))

"من مواليد 1945 بأبي حمص، أحد أصوات جيل الستينيات النشط بالإسكندرية والبحيرة، ورث الشعر وحب الأدب عن أبيه الشاعر الكبير "صالح المصري"، وقدم دراسات هامة عن "شعر البادية وشعرائها, ودراسات عن تاريخ البدو, وعن تاريخ الغجر.

ورغم المحافظة الشديدة في شعر "الوالد" إلا أن محمد صالح المصري سار في طريق التجديد – متخذاً شكل "شعر التفعيلة" قالباً لتجاربه كأغلب أبناء جيله – أحمد الشيخ وعبد العظيم ناجي ... وغيرهما في الإسكندرية.

أصدر ديوانين هما "استجواب" و"إلا الشعر يا مولاي" الذي يتناص عنوانه – كلياً – مع عنوان ديوان الشاعر الراحل: "فتحي سعيد".....

وقد كان لمحمد صالح المصري نشاط ثقافي طوال فترة السبعينات والثمانينات من القرن العشرين – وذلك من خلال بيت ثقافة أبي حمص الذي كان يديره صديقه الباحث في التراث الشعبي النشيط محمد السنوسي , فجعلا من "أبو حمص" مشهداً ثقافياً استقطب كبار الأدباء من مصر والعالم العربي... مصحوباً ذلك ببريق إعلامي من خلال الإذاعة والتليفزيون والصحف...

واستغلا سوياً – المصري والسنوسي – علاقاتهما ونفوذهما الاجتماعي من توفير الإمكانات المادية اللازمة للاستضافة والإقامة للضيوف – بجهود ذاتية – من خلال الأصدقاء ورجال الأعمال ... في إقامة مهرجانات أدبية كبرى تحمل عناوين الرجالات الذين أقيمت هذه المؤتمرات على نفقاتهم أو على نفقة ذويهم مثل: أحمد خيري – أبو بكر مخيون – محمد عامر جاب الله – صالح المصري ..

ومع بداية التسعينيات .... بدأ نشاط "المصري" الثقافي ينحسر ويظهر على فترات متفاوتة ... حيث انشغل الشاعر بالنشاط البدوي والقبلي حيث إنه أحد شيوخ العرب متصدراً جلسات "المواعيد" وأحكام العُرف , وانشغل كذلك بتربية الخيول ... وأفَلَت الحركة الثقافية بأبي حمص برحيل محمد السنوسي إلى دمنهور لتولي إدارة فرقة "البحيرة للفنون الشعبية " تلك الفرقة الشهيرة التي جابت بلدان العالم تقدم فيها فنون محافظة البحيرة.

ومن شعره: من قصيدة (الحداد فوق أرفف عام جديد):

ألمُّ بقية الأجداث منتصبةْ

فلا أمطارَ

لا أكفانَ

لا خمرُ

كقاطرة على القضبان مهجورةْ

يدافعُها إلى لا شيء كفُّ الريحْ

يُعرِّيها بثرثرةٍ خريفية

يضاجعُها صقيع الليل والجرذان والثعبانْ

مقاعدُها يُزيِّن رأسَها الطحلبْ

ويسكب في نوافذها عواصفَه الرمادية

ويقول من قصيدة (والشِّعْرِ):

من يرث الشوق الأكبر .... من

سافرة الأعين كانت حين أجىء

مكشوفًا عنها سرُّ خيول الشوق الجامحة وسر الأسرارْ

والنار تحجُّ إلى عينيها ... تستل النار

هذا العام دميمٌ وبوارٌ وقديم

يتسقَّفُ رأس الليلة ما يتسقفُها

يتسقُ النظر إلى الزمن

ويستند على الظهر جدار