الثقافة مابين الرؤية والسلوكيات
الثقافة هي مرآة الشعوب ومقياس تقدم الأمم ورقيها والمصباح المضيء للتكنولوجيا المتحضرة فكم سمعنا عن شعوب تقدمت وبالبحث عن سر تقدمها نجد أن نسبة الثقافة بها ارتفعت وفى الساحة الثقافية نجد أن هناك فئة من الشباب من أدعياء للثقافة ودخلاء عليها متصورين ومتوهمين أن حصولهم على شهادة علمية يعطيهم الحق لان يطلق عليهم مثقفون ونسوا انه لاعلاقة إطلاقا بالشهادات العلمية والثقافة التي لاتحتاج إلا لمجرد معرفة القراءة والكتابة ومن الخطورة أن نجد هذه الفئة المدعية للثقافة تظهر في الساحة الأدبية وعلى موائد وندوات الأدب ( متشدقة ومصر صرة ) بالكلمات المبهمة التي لاتفيدنا بشيء اللهم إذا خرجنا في النهاية بنتيجة فلن نجد سوى التضليل عن حقائق الأمور . والثقافة ليست شعارا نرفعه على الألسن كما يحلو للبعض أن يطلق على نفسه فالثقافة (رؤية ) بعيدة للأمور ومسايرة للأحداث بنظرة واقعية وهى ( تجارب )عديدة عاشها ويعيشها الفرد استفاد منها وجعلها مرآة للآخرين من حوله وهى (سلوكيات ) تنعكس على الفرد في معاملة المجتمع حوله بما يتفق ونوعيات البشر وإذا كانت القضية في بدايتها تنمو وتنتشر بين فئة من شبابنا فيجب تدارك هذا الأمر قبل أن تنتشر بصورة أكبر على أن نتبع الحكمة القائلة الرجال نوعان . رجل يدرى ويدرى انه يدرى فهذا عالم فاسألوه . ورجل يدرى ولا يدرى انه يدرى فذلك نام فأيقظوه . ورجل لايدرى ولا يدرى انه لايدرى فذلك ( جاهل ) فعلموه . والتعليم لايتأتى إلا من خلال وسائل الإعلام كالتليفزيون الذي يستطيع أن يعقد الندوات ويلقى المحاضرات من خلال أساتذة مثقفين لكي يضع الشباب على أول خطوات الثقافة الصحيحة ومن هنا نكون قد أدركنا هذا الخطأ الجسيم ويتلاشى الأدعائيون وتبقى الساحة الثقافية هي المنار الدائم لرقى الأمم ،
جريدة صوت الشباب 1/7/1984
من كتاب مقالات " صرخات صحفية "
للكاتب عبدالغنى مصطفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا لك على تعليقك في الموقع الرسمي للشاعر و الكاتب المصري د.عبدالغنى مصطفي عبدالغني (رحمه الله)